مفهوم سلوك المستهلك

مفهوم سلوك المستهلك

مما لا شك فيه أن سلوك المستهلك هو أحد أنواع السلوك الإنساني، وبالتالي فإنه يتأثر بمؤثرات متعددة وأن المؤثر الواحد يؤدي إلى أنواع متباينة من السلوك وقد تؤدي المؤثرات المتباينة إلى سلوك واحد. وعليه فإن دراسة سلوك المستهلك هي عملية معقدة لأن فهم دوافع المستهلكين ليس بالأمر السهل والبسيط بل أنه عملية صعبة ومعقدة بسبب أن الكثير من الأفراد لا يرغبون في التصريح عن دوافعهم، وهذا ما يزيد من صعوبة معرفة دوافع المستهلك. فدراسات السلوك تشير إلى عدم معرفة بعض المستهلكين بحقيقة الدوافع التي تحركهم عند شراء منتج ما أو عدم شرائه
ونظراً لأهمية دراسة سلوك المستهلك فقد جرت محاولات كثيرة من قبل عدد كبير من الباحثين لمعرفة وتفسير سلوك المستهلك وخاصة ما قام به علماء النفس والاجتماع وعلماء النفس الاجتماعي.
 إلا أن هذه المحاولات تعتبر حديثه مقارنة بالمحاولات المتعلقة بدراسة السلوك الإنساني. ونتيجة للاهتمام الكبير الذي حظي به سلوك المستهلك مما أدى إلى اهتمام المختصين به وذلك بهدف التعرف على مكوناته ومسبباته مما أدى إلى ظهور تعاريف عديدة له

شاهد أيضا :  مفهوم رأس المال

فقد عرف (Engel) سلوك المستهلك على أنه الأفعال والتصرفات المباشرة للأفراد من أجل الحصول على السلعة أو الخدمة ويتضمن إجراءات اتخاذ قرار الشراء. من هذا نجد أن عملية التعرف على سلوك المستهلك تتم من خلال الأفعال والتصرفات والحركات وردود الأفعال المباشرة والتي يقوم بها المستهلك عند اتخاذ قرار الشراء والتي يمكن ملاحظتها ومشاهدتها مباشرة عند قيامه بشراء السلعة أو الخدمة واختياره من بين البدائل العديدة المطروحة أمامه.
غير أن هنالك جانب مهم يبقى ولا نستطيع التعرف عليه من خلال الملاحظة المباشرة وهو الإجراءات التي تتم داخل الفرد والتي تسبق عملية اتخاذ القرار والتي تشكل بالنسبة للباحثين نقطة مهمة وأساسية وتركز أغلب الدراسات والبحوث على هذا الموضوع بالذات من أجل التوصل إلى تحديد العوامل التي تؤثر على هذه الإجراءات وعلى كيفية حدوثها ومن ثم التعرف على العوامل التي تلعب الدور الأساسي في تحديد هذا السلوك.
وترى (Molina) أن سلوك المستهلك عبارة عن التصرفات والأفعال التي يسلكها الأفراد في تخطيط وشراء المنتج ومن ثم استهلاكه. ونجد من هذا التعريف أن هناك تأكيداً على عملية التخطيط التي يقوم بها الأفراد من أجل اتخاذ قرار الشراء وأن هذا التخطيط يستند إلى جانبين مهمين هما الخبرات السابقة للفرد والتي تتعلق بالمنتج نفسه والمنتجات المنافسة والبديلة ورد فعل المستهلك بعد الاستهلاك ومدى استعداد المستهلك للاستمرار بشراء المنتج أو عدم الاستمرار وذلك استناداً إلى مستوى الإشباع والرضا الذي يحصل عليه من المنتج. أما الجانب الآخر فهو يتعلق بسعي المستهلك إلى جمع المعلومات وبشكل مستمر من أجل التوصل إلى قرار شراء مناسب يحقق من خلاله مستوى الإشباع والرضا اللازم لحاجاته ورغباته.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.